شخصيات تاريخية

معلومات شاملة عن نابليون بونابرت إمبراطور فرنسا

يتخلل صفحات التاريخ العديد من القادة العسكريين الذين لهم سيرة ذاتية لا تُنسى، ومن أهم القادة نابليون بونابرت، فما هي قصة حياته وأبرز المعارك؟

من هو نابليون بونابرت؟

نابليون بونابرت أو نابليون الأول واسمه الأصلي (نابليوني دي بونابرته) هو قائد عسكري سياسي وأول إمبراطور لفرنسا في العقد الأول من القرن التاسع عشر، ولد نابليون في مدينة أجاكسيو بجزيرة كورسيكا عام 1769 ميلاديًا، وكان رابع أبناء أسرته الكورسيكية، سافر نابليون وهو في سن التاسعة إلى (مدينة رين) بفرنسا، التحق نابليون بأكاديمية عسكرية بمساعدة الكونت (ماربيف) حاكم كورسيكا، تم تعيين نابليون عند تخرجه ضابطًا برتبة ملازم ثاني في عام 1785 ميلاديًا، قضي نابليون سنواته الأولي من الثورة بمكان ميلاده في جزيرة كورسيكا، في هذه الفترة انضم إلى نادي اليعاقبة، وارتقى إلى رتبة مقدم.

أهم أعمال نابليون بونابرت؟

قام نابليون بالعديد من الأعمال التي تتوسط كتاب تاريخه، البعض منها بمفرده والآخرين بمساعدة قواته الخاصة أو أعوانه المختلفين ومن أهم هذه الأعمال ما يلي:

  • اكتشاف حجر روزيتا عام 1799 ميلاديًا، مفتاح فهم الهيروغليفية المصرية.
  • أصدر نابليون قانونًا عرف بقانون نابليون عام 1804 ميلاديًا.
  • إنشاء حكم عسكري يتحكم في زعامته بالدول المحتلة.
  • الانتصار في العديد من الحروب لتوسيع تأثير فرنسا وزيادة نفوذها الاقتصادية والسياسية.
  • قام بالعديد من الإصلاحات مثل إصلاح النظام المصرفي.
  • قام بإنشاء أول مطبعة في مصر.
صورة لنابليون
صورة لنابليون

الحملة الفرنسية علي مصر

الحملة الفرنسية على مصر هي عملية عسكرية قادها الجنرال القائد الفرنسي نابليون بونابرت على مصر 1798 ميلاديًا، بجيش عدده 36 ألف جندي، بهدف حماية المصالح الفرنسية العسكرية والاقتصادية والتجارية، ومنع إنجلترا من الاستيلاء على الهند، واستمرت الحملة الفرنسية على مصر ثلاثة سنوات، وانتهت بهزيمة الفرنسيين وانسحابهم بقيادة نابليون بونابرت عام 1801 ميلاديًا.

الحملة الفرنسية على مصر
الحملة الفرنسية على مصر

ما هي أسباب الحملة الفرنسية علي مصر؟

من أهم أسباب الحملة الفرنسية على مصر ما يلي:

  • رغبة نابليون في السيطرة والاستيلاء على الشرق الأوسط وآسيا.
  • إعلان الحكومة الفرنسية رغبتها في حماية ورعاية التجارة الفرنسية في مصر وتأمين الرعاية لهم.
  • تهديد إمبراطورية بريطانيا ومصالحها في الهند.
  • منع الإمبراطورية البريطانية من التوسع في الشرق الأوسط.
  • السيطرة على طرق التجارة في الشرق الأوسط.
  • رغبة نابليون في ترسيخ وضعه وشخصيته السياسية في فرنسا.

أبرز معارك نابليون بونابرت

يحتوي التاريخ العسكري الفرنسي على الكثير من المعارك والحروب، لكن نابليون لم يترك بصمته سوى في القليل أثناء توليه سلطة القيادة العسكرية، يعتبر من أحد أفضل القادة العسكرية في التاريخ، حيث تمت هزيمته فقط في ثمانية معارك في تاريخه، وفيما يلي نذكر أهم المعارك التي خاضها نابليون:

حصار مدينة طولون

في عام 1793 ميلاديًا، قام نابليون بوضع خطة لاستعادة المدينة المفقودة، محتواها الاستيلاء على الهضبة التي تطل على مدينة طولون جنوب فرنسا، نتيجة هذا الحصار نال نابليون الشاب الشُهرة والترقية لأول مرة بسبب جدارته وقدرته على إنجاح خطته للاستيلاء على المدينة، حيث كانت بشكل أساسي عبارة عن اشتباك عسكري وقع أثناء الثورات الفيدرالية المختلفة في الحروب الفرنسية، وكان طرفي الاشتباك عبارة عن القوات الجمهورية ضد قوات (أنجلو – إسبانيا) تحديدًا المُتمردين الملكيين منهم، وبهذا يُعد الحصار البريطاني عام 1793 ميلاديًا هو أول مساهمة حقيقية للملكية البحرية في الثورات الفرنسية.

معركة الأهرامات

حدثت معركة الأهرامات، التي تعرف باسم معركة (إمبابة)، بمصر عام 1798 ميلاديًا قبل خمس سنوات من بدأ المعارك النابليونية في أوروبا، وتعد المعركة الثغرة التي مكنت نابليون لمواجهة تحالفات الدول بين عام 1803 وعام 1815 ميلاديًا في فترة استحواذه على لقب الجنرال الفرنسي في الجيش الخاضع لدولته فرنسا، أثبت الجنرال الفرنسي جدارته في قيادة الجيش ووضع خطة بارعة للقضاء على القوات المصرية وهزيمتهم هزيمة شنعاء وقد كان، حيث كان لهذه المعركة دورًا فعالًا في ارتقاء نابليون وتقليده المناصب العليا في السلطة السياسية نتيجة ذكائه وبراعته في تقسيم قوات الجيش ووضع الحبكة النهائية للانتصار على الخصم.

معركة لايبزج

حدثت المعركة في عام 1813 ميلاديًا، وتعتبر أسوأ الحروب التي خاضها نابليون لكونها أول معركة يخسر بها وينهزم هزيمة ساحقة، وقعت المعركة بين الجيش الفرنسي وجيش التحالف الروسي والنمسا وروسيا والسويد، وتشتهر باسم (معركة الأمم)، وهي أكبر معركة خاضتها أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، وصل عدد قوائم القوات الفرنسية 198 ألف جندي مع 370 مقاتل من قوات التحالف، وأثرت على نابليون حيث فقد السيطرة واهتَز عرش حكمه على الأراضي شرق أوروبا، وبلغت عدد الخسائر التي تعرض لها الجيش ما يقرب من 60 ألف جندي أسير وجريح وقتيل، وعاد نابليون إلى فرنسا حزينًا وتم نفيه إلى جزيرة إلبا.

معركة مارينغو

حدثت حرب مارينغو بتاريخ 14 حزيران في عام 1800 ميلاديًا في إيطاليا، إذ عقدت بعض الدول الأوروبية تحالفًا ضد فرنسا عرف بالتحالف الثاني، وكان بمثابة مقدمة للتحالفات التي أقحمت الإمبراطورية الفرنسية حربًا لاحقة ضدها في وقت الحروب النابليونية، وتعتبر المعركة أحد معارك نابليون الصعبة التي انتصر فيها، حينها كان نابليون قائدًا في الجيش وخاض المعركة بجيش بلغ عدد قوامه 28000 جنديًا ضد 31000 جنديًا نمساويًا، و هزم نابليون الجيش النمساوي هزيمة شنيعة وأصبح هذا الانتصار أحد أفضل الإنجازات التي ساهمت في الحفاظ على مكانته العسكرية والمدنية في فرنسا، وفتحت الطريق لانتخابه رئيسًا للحكومة الفرنسية.

معارك نابليون
معارك نابليون

أعوامه الأخيرة ووفاته

ساعدت الإنجازات التي حققها نابليون في أوروبا الشرقية من تجنيد أفراد تقدم الولاء والخضوع له في مناصب الحكم والسلطة في السويد ونابولي وهولندا وإيطاليا وإسبانيا وستفاليا، ولكن ميزانية فرنسا تعرضت لخسائر كبيرة بعد عدة هزائم متتالية أصابت الجيش الفرنسي، وبسبب الضعف الذي أصاب فرنسا حدث انقلاب على حكومة نابليون عندما كان في المعركة مع روسيا، ولكنها باءت بالفشل، حيث تمكن الجيش البريطاني من اكتساح فرنسا مما أدى لاستسلام نابليون عام 1814ميلاديًا وإرساله إلى جزيرة إلبا بعد قرار نفيه.

تمكن نابليون من الهروب من منفاه والرجوع إلي باريس عام 1815ميلاديًا، واستطاع الحصول على دعم هناك وتمكن من استعادة عرشه، كما استطاع إعادة تنظيم حكومته وجيشه، فقاد جيشه في معركة انهزم فيها الجيش البروسي في بلجيكا، ولكنه تعرض للهزيمة في معركة (واترلو)، مما اضطر إلى ترك منصبه وسلطته، فطلب من الدول المنتصرة تعيين نجله كإمبراطور ولكن تم رفض طلبه، وتم نفيه إلى جزيرة (سانت هيلينا) حيث كان منعزلًا عن العالم الخارجي واهتم بالقراءة والكتابة، وفيما بعد تدهورت حالته الصحية وأصيب بقرحة في المعدة ثم أعقبها بعد التعرض لسرطان المعدة وقيل بعض المؤرخين أنه توفي نتيجة التسمُم بمادة الزرنيخ وذلك عام 1817 ميلاديًا، و توفي في منفاه عام 1821 ميلاديًا عن عمر يقارب 51 عامًا.

إرث نابليون بونابرت

تتعدد بعض الأقاويل وتتضارب وجهات النظر على نابليون هل هو طاغية أم بطل حرب، كما انتشر على لسان العديد من السياسيين المبدعين في عصره، ولكن الجميع يتفق على بصمته التي تركها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والمجتمعية، كما كان له أثرًا كبيرًا على التاريخ الأوروبي الذي قاد فيه معارك تواصلت لمدة قرن من الزمان، وقد ترك نابليون أعمالًا خلدت سيرته كجنرال، من خلال موهبته وقوة إرادته تمكن نابليون أن يصعد بفرنسا من قمة الفوضى التي كانت فيها الى قمة الشجاعة والقوة بتشكيل قوة إمبراطورية خالدة كبيرة.

جيهان جهاد محمد

أنا طَير حُر طَليق في رِحاب الحياة يبحَث عن المَعنى والحِكمة والحُب والصَبر وكُلها معاني تتجلى في الكِتابة والعلم والمعرفة، فهُم أسلِحة مَن لا سلاح له، أنا چيهان جهاد من مَصر، أُحب التعلُم وتوصيل رِسالتي لِمن يقرأ.
زر الذهاب إلى الأعلى