ما هو هرمون التوتر وما هي وظائفه وأنواعه

الهرمونات من أهم ما يوجد داخل أجسامنا، فهي تؤثر في أجسامنا عند زيادتها عن الحد الطبيعي أو نقصانها، ومن أهم الهرمونات داخل الجسم هو هرمون التوتر.

ما هو هرمون التوتر؟

إن هرمون التوتر هو الهرمون الذي يَعمل على هيئة إنذار، يقوم بتنبيهك عند تَعرُضك للضغوط أو مشاعر التوتر والقلق تجاه موقف محدد.

أنواع هرمونات التوتر

إن الادرينالين والكورتيزول هما الهرمونات التي يتم إفرازها عند القلق أو التوتر ويطلق عليهما “هرمونات التوتر”:

ماهو الادرينالين؟

الأدرينالين هو نوع من أنواع هرمونات التوتر الذي يُفرَز عند الشعور بالقلق، كما يُطلَق عليه “هرمون الإبينفرين”، وهو هرمون يقوم الجسم بإفرازه في فترة دقائق بسيطة من حدوث الأمر أو الموقف الذي يستدعي توتر الفرد، وعند إفرازه في مجرى الدم يبدأ الجسم في مجموعة من العمليات التي تساعده بالاستعداد للمواجهة مع الموقف.

ماهو الكورتيزول؟

إن الكورتيزول هو الهرمون الأساسي الذي يرتبط بالقلق والتوتر، وهو من ردود الفعل الطبيعية للجسم في حالة الشعور بالتهديد أو الخطر، وزيادة نسبته في الجسم قد تؤدي إلى ظهور قوة أو طاقة جديدة لدى الفرد، لتدفعه إلى مواجهة ما حوله من مثيرات تَستدعي القلق، وبمجرد انتهاء السبب يعود الهرمون في الدم داخل الفرد لنسبته المعتادة ويَرجع إلى حالته الطبيعية، كما إن الكورتيزول هو هرمون الستيرويد الذي تقوم الغدة الكظرية التي توجد فوق الكليتين بإفرازه عند تَعرُضك لما تراه كتهديد، مثل رؤية كلب ضخم باللون الأسود، وهذا يؤدي لإفراز مادة كيميائية تسمى “هرمون قشر الكظر” داخل الدماغ، مما يجعل الغدة الكظرية تُفرز الكورتيزول والأدرينالين لإعطاء الفرد الطاقة لإنهاء الأمر.

وعند محاولة الهرب من الموقف المثير للتوتر قد يَحدُث في جسم الإنسان بعض الأعراض، ومنها الاضطراب في المعدة، الإصابة بالإسهال، الجفاف الشديد في الفم والإصابة بالهلع والرعب.

السبب وراء رد فعلك في التعامل مع المواقف المثيرة للتوتر

حَيثُ يُمكن لنفس الموقف أن يختلف رد فعل الأشخاص تجاهه، فإن رد فعلك قد يختلف تماماً عما أقوم به أنا أو يقوم به شخص آخر، وهذا لارتباط رد الفعل بعوامل محددة تقوم بتحديد استجابتك للموقف وهذه العوامل هي:

الخبرات الحياتية للفرد

حَيثُ تؤثر خبراتنا السابقة وتَعرُضنا للمواقف في الماضي على رد فعلنا الحالي تجاه موقف ما، فقد أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين تعرضوا للصدمات النفسية أو الإهمال في مرحلة الطفولة هم الأكثر استجابة للتوتر عن غيرهم الذين كانت خبراتهم السابقة مستقرة إلى حد ما.

الخصائص الوراثية

إن الجينات تؤثر بشكل واضح على طريقة تفاعلك مع الموقف المثير للتوتر في الحالات المتزنة غالباً، بينما قد يكون رد فعلك في الموقف المثير للتوتر مبالغ فيه بسبب الاختلافات الجينية لديك، وهي التي تقوم بتجهيزك أيضاً لمواجهة الموقف أو الهروب منه.

هرمون القلق والتوتر والأسباب المؤدية لاضطراب نسبته في الدم

ليس معنى أنها تُدعى هرمونات التوتر أن يكون التوتر فقط هو المسئول عنها، ولكن يوجد عوامل أخرى قد تؤدي إلى تغير نسبتها في الجسم وهي:

  • استخدام الفرد لبعض الأدوية التي قد تؤثر في نسبة إفراز الهرمونات داخل جسم الإنسان، وبشكل خاص هرمون الكورتيزول، ومنها الأدوية التي تحتوي على هرمون “الاستروجين” الذي يزيد من نسبة الكورتيزول في الدم أو الأدوية التي تحتوي على هرمون “الأندروجين” الذي يُقلل من نسبة الكورتيزول في الدم.
  • تَعرُض الفرد للإصابة بالأورام، وهذا عند إصابة الغُدة الكظرية بورم ما، مما قد يؤدي لارتفاع نسبة هرمونات التوتر في الجسم.
  • الحمل قد يؤثر في نسبة هرمون الكورتيزول في الدم.

وظائف هرمونات التوتر الأساسية

الوظيفة الأساسية لهرمون الأدرينالين

عند مواجهة الجسم لموقف ما يستدعي التوتر فإن هرمون الأدرينالين يتم إفرازه في الدم ليقوم بوظيفته وهي:

  • يَقوم بزيادة نسبة الأكسجين التي يتم نقلها إلى العضلات عن طريق توسيع القنوات التي تقوم بنقلها.
  • يُقلل من الشعور بالألم ويقوم بزيادة القوة الجسدية في خلال الموقف.
  • يَزيد من سرعة النبضات للقلب ويقوم بتحفيز تدفق الدم إلى عدة مناطق مختلفة في الجسم.

الوظيفة الأساسية لهرمون الكورتيزول

في الحالات العادية بعيداً عن المواقف التي تستدعي إلى توتر الفرد يكون هرمون الكورتيزول في أعلى مستوياته في بداية اليوم صباحاً، ومع مرور الوقت ينخفض تدريجياً حتى نهاية اليوم، وهذا الهرمون هام جداً في جسم الإنسان وهذا لعدة أسباب منها:

  • تنظيم موعد نوم الفرد وموعد الاستيقاظ أيضاً.
  • العمل على التقليل من الالتهابات في الجسم وتهدئتها.
  • يُساعد الجسم على الاستفادة من الدهون والبروتينات والكربوهيدرات بأقصى درجة ممكنة.
  • يُساعد في تنظيم ضغط الدم داخل الفرد والدورة الدموية.
  • يُساعد في تقوية الهيكل العظمي للفرد.

وفي حالات التوتر يزيد إفراز هرمون الكورتيزول عن المعدل الطبيعي وهذا لكي يقوم بالتالي:

  • يُساعد على زيادة نسبة السكر في مجرى الدم.
  • وقف الوظائف الجسدية الغير هامة في الموقف الحالي بشكل مؤقت، أي يقوم بردع مؤقت للوظائف التي يمكن تأجيلها ومنها العملية الهضمية، وظائف الجهاز التناسلي وعمليات النمو.
  • يقوم بتعزيز قدرة الأنسجة في الدماغ للاستفادة بشكل أفضل من الجلوكوز، ويقوم أيضاً بدعم الجسم لإفراز كمية إضافية من المواد التي تساعد في إصلاح الأنسجة التالفة في الجسم إن وجدت.

أعراض هرمون التوتر

يوجد مجموعة من الأعراض التي تدل على اضطراب هرمونات القلق في الجسم وطبقاً لموقع ويب طب هي ما يلي:

الأعراض التي تحدث عند اضطراب مستوى الأدرينالين في الجسم

عند زيادة نسبة الأدرينالين في الجسم عن النسبة الطبيعية يمكن ظهور مجموعة من الأعراض وهي:

  • زيادة نبضات القلب بشكل سريع.
  • زيادة القلق.
  • خسارة الوزن بشكل ملحوظ.
  • وجود خفقان في القلب.
  • التعرض لارتفاع ضغط الدم لدى الفرد.

عند انخفاض مستوى الأدرينالين في الجسم على الرغم من أنه ليس من الاضطرابات الشائعة، ولكن يقتصر أعراضه على أن يقل قدرة الجسم في مواجهة الموقف المسبب للتوتر.

الأعراض التي قد تدل على وجود خلل في مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم

عند ارتفاع نسبة الكورتيزول عن الطبيعي قد يحدث الأعراض التالية:

  • زيادة احتمال الإصابة بمتلازمة كوشينغ.
  • زيادة الوزن بشكل سريع وخاصةً في الوجه ومنطقة البطن.
  • تغير لون الوجه وزيادة احمراره.
  • ضعف الرغبة الجنسية لدى الفرد وتناقصها بالتدريج.
  • كثرة التبول مع الشعور الدائم بالعطش.
  • التعرض لارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الإمكانية للإصابة بالكدمات.
  • الاضطرابات المزاجية السريعة.
  • زيادة ضعف عضلات الفرد.

عند انخفاض نسبة الكورتيزول في الجسم عن النسبة الطبيعية قد يحدث ما يلي:

  • زيادة احتمال الإصابة بمرض أديسون.
  • التعرض لانخفاض ضغط الدم.
  • زيادة ضعف عضلات الفرد.
  • حدوث اضطرابات في المزاج وتغيرها بشكل سريع.
  • نقصان وزن الفرد بشكل تدريجي.
  • شعور الفرد بالدوار والإرهاق.

مضاعفات ارتفاع مستوى هرمون التوتر لفترة طويلة

عند ارتفاع مستوى هرمون التوتر في الجسم وبقائها مرتفعة لفترة طويلة، أو إذا استمر تَعرض الفرد للمواقف المثيرة للتوتر دون فترة للتعافي بينها، فيمكن أن يؤدي ذلك لحدوث أحد المضاعفات التالية:

  • حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي ومنها الإسهال، بسبب زيادة نشاط القولون، أو آلام المعدة بسبب صعوبة تفريغها وبطء عملية التفريغ لها.
  • وجود مشكلات في جهاز الدوران أي القلب، ومنها الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو التعرض للإصابة بالنوبة القلبية.
  • التعرض للمشكلات العصبية والنفسية، وعلى سبيل المثال القلق أو صعوبة التركيز أو اضطرابات النوم أو الاكتئاب.
  • زيادة وزن الفرد، وهذا لأن هذه الهرمونات تزيد من معدل فتح الشهية لدى الفرد، مما يجعل الفرد يتناول الطعام بشكل أكبر عن المعتاد، وقد يؤدي لتعرضه للسمنة والأمراض المصاحبة لها ومنها مرض السكر.
  • التعرض لمشكلات في جهاز المناعة، ومنها نقص قدرات الطفل على الحماية من العدوى بالأمراض البسيطة كالزكام.
  • وجود مشكلات صحية أخرى، ومنها اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء أو وجود آلام في العضلات أو الشعور بالصداع المستمر.

تحليل الكورتيزول وأهميته للفرد

يتم استخدام تحليل الكورتيزول لمعرفة نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم وتحديد إذا كانت أعلى من المعتاد أو أقل، وهذا لتقييم عمل الغدة الكظرية في الجسم ومعرفة مستوى نشاطها، ولأنه قد يؤدي عند زيادته أو نقصانه إلى أمراض مثل مرض كوشينغ أو مرض أديسون.

طرق إجراء تحليل مستوى الكورتيزول في الدم

طريقة التحليل بالدم

وهي الطريقة المعتادة في التحليل لمعرفة مستوى هرمون التوتر في الجسم، وهذا عن طريق سحب عينة من الدم من خلال الوريد باستخدام إبرة مخصصة.

طريقة فحص اللعاب

حَيثُ تُعد هذه الطريقة فعّالة في الكشف عن متلازمة كوشينغ بنسبة 90%، ولكن يُفضل أن يكون هذا الفحص في المساء قبل النوم في حوالي الساعة 11 مساءاً أو عند منتصف الليل، وهذا لأنه يكون في انخفاض عن مستواه بالنهار، لذلك فإذا ظهر أن نسبته مرتفعة ليلاً فهذا يدل على وجود اضطراب في مستواه في الدم.

طريقة فحص البول

وتُسمى هذه الطريقة بفحص الكورتيزول الحر ولكن هذه الطريقة ليست كالمعتاد، حيث تقوم بالفحص على مدار 24 ساعة، أي أنه لمدة يوم كامل ستقوم بتقديم عينة من التبول في كل مرة تذهب فيها إلى الحمام وليس لمرة واحدة فقط.

كيفية تخفيض الكورتيزول وعلاج هرمون التوتر

لكي تحمي نفسك من النتائج الخطيرة المترتبة على ارتفاع مستوى هرمون التوتر في الجسم، يجب عليك أن تقوم بوقاية نفسك من خلال الطرق التالية:

  • الابتعاد عن العادات الغير صحية والضارة للجسم، ومنها شُرب المشروبات التي بها كافيين ليلاً أو شرب المشروبات الكحولية أو تدخين السجائر.
  • القيام ببعض الممارسات للأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل الرياضة والتأمل لأنه يُقلل من مستوى الكورتيزول في الدم ويساعدك في السيطرة على التوتر.
  • الاهتمام بالمشروبات والأغذية المحددة مثل الموز والشوكولاتة الداكنة، وأيضاً الحليب الرائب والفواكه وكذلك الماء والشاي الأخضر، مع التقليل من السكريات، لأنها تساعد في رفع نسبة الكورتيزول في الجسم.
  • كما يُمكنَك الاهتمام بالنوم لفترات كافية في وقت الليل بشكل خاص أكثر من النهار، وهذا لأنه يزداد لدى الأفراد الذين ينامون بالنهار أكثر من الليل، ويُسبب لهم الإرهاق وارتفاع هرمون التوتر لديهم وغيره من الأعراض.
  • يُمكنَك أيضاً تجربة ممارسة هوايات جديدة، لأنها تزيد من شعور الفرد بالرفاهية، مما يساعد في تنظيم هرمون التوتر ويقلل من مستوى الكورتيزول في الدم.
  • حاول السيطرة على أفكارك المحفزة لإصابتك بالتوتر، وهذا من خلال تدريب نفسك على إدراك أفكارك وتنظيمها وتنظيم معدل ضربات قلبك، كما يساعدك تركيزك على معرفة حالتك العقلية والبدنية في سيطرتك على أفكارك، لتقي نفسك من ارتفاع نسبة هرمون التوتر في الدم.
  • الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وهذا لأن العلاقات الاجتماعية الجيدة مع الأقارب والأصدقاء هامة باعتبارهم مصدر من مصادر السعادة الأساسية في الحياة، ووجود الطفل في بيئة سوية سعيدة يساعد في انتظام مستوى الكورتيزول لديه بشكل أكبر من الطفل المتواجد في بيئة مليئة بالصراعات داخل المنزل.
  • استخدام الفيتامينات الأساسية لصحة الجسم، مثل فيتامين د والكالسيوم لوقاية الجسم من هشاشة العظام، ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تناول أي فيتامين أو دواء حتى لا تتعرض للآثار الجانبية المحتملة وخاضةً عند تناول دواء لا يَصلُح لحالتك الجسدية.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

الاء مخلص امين

أنا آلاء مخلص، بالرغم من كوني مُعلمة في مجال علم النفس، إلا أن شغفي الأول هو تقديم الكثير من المعلومات من خلال كتاباتي.
زر الذهاب إلى الأعلى