ما هو هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) وما هي وظيفته
هرمون الكورتيزول هو أهم الهرمونات الطبيعية التي يفرزها جسم الإنسان، للقيام بأدوار هامة وحيوية لا غنى عنها، تعرف معنا عليه، وعلى وظائفه، والمشاكل التي قد تنتج عند اضطرابه.
هرمون الكورتيزول
هرمون الكورتيزول (Cortisol) هو أحد الهرمونات الستيرويدية، التي تفرزها الغدد الكظرية الموجودة أعلى الكليتين، وهو هرمون حيوي يؤثر في عمل جميع أعضاء وأنسجة الجسم تقريباً، ولعل أهم وظائفه هي مساعدة الجسم على مواجهة التوتر الذي يتعرض له في مواقف الخوف أو الخطر أو التهديد، لهذا أُطلق على الكورتيزول اسم هرمون التوتر.
وظائف هرمون الكورتيزول
تحمل جميع أنسجة الجسم تقريباً مستقبلات لهرمون التوتر، لذا هو يؤثر على جميع أعضاء الجسم، ويقوم بوظائف حيوية كثيرة بحسب ما ذُكر في موقع “ClevelandClinic” الطبي، وهي:
تنشيط استجابة الكر والفر
هي الطريقة التي يستجيب بها جسم الإنسان عند تعرضه للتوتر، أو لموقف خطير مثل حادث، أو تعرضه لموقف مخيف وهكذا، ففي هذه المواقف يرتفع مستوى هرمون التوتر في الدم، ليقوم بعدة إجراءات ضرورية هي:
- رفع مستوى الطاقة في الجسم سريعاً لكي تستهلكها عضلات الجسم عن طريق تحفيز إفراز الجلوكوز من الكبد.
- رفع ضغط الدم عن طريق قبض الأوعية الدموية، وضخ الدم بكمية أكبر إلى العضلات.
- تثبيط وظائف الجسم غير الضرورية في هذه المواقف مثل الهضم ومناعة الجسم والتكاثر، ليوفر الطاقة للوظائف التي قد يحتاجها الجسم للخروج بسلام من هذه المواقف.
والجدير بالذكر أن بعد مرور التوتر أو الخطر؛ ينخفض مستوى هرمون التوتر في الجسم، وتعود وظائف الجسم لطبيعتها دون مشاكل.
ضبط عملية الأيض
يتحكم هرمون التوتر في الجسم في عملية الأيض أو عملية التمثيل الغذائي، فهو ينظم حرق الكربوهيدرات والدهون والبروتين في الجسم لإنتاج الطاقة التي يحتاجها.
تقليل الالتهاب
هي إحدى الوظائف الهامة للكورتيزول، والتي جعلت العلماء يتجهون إلى تصنيع هرمون صناعي مشابه للكورتيزول لعلاج أي نوع التهاب بالجسم، فاخترعوا الدواء السحري “الكورتيزون” الذي يستخدم لعلاج مئات من الأمراض، كما أن للكورتيزول دوراً هاماً في تنظيم جهاز المناعة في جسم الإنسان.
المساعدة في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ
من عظمة قدرة الله -سبحانه وتعالى- أن مستوى هرمون التوتر في الجسم يتغير على مدار اليوم، فيكون في أقل مستوياته ليلاً مما يساعد الجسم على النوم، ويكون في أعلى مستوياته صباحاً لكي يساعد الجسم على الاستيقاظ، وبالتالي ينظم هرمون التوتر دورة النوم والاستيقاظ في الجسم، ويضبط الساعة البيولوجية الخاصة به.
رفع مستوى السكر في الدم
هرمون التوتر له عكس دور هرمون الإنسولين في الجسم، فهرمون الأنسولين يعمل على خفض مستوى السكر في الدم عن طريق تخزينه في الكبد، وهرمون التوتر يقوم بعكس هذا الدور مما يسبب ارتفاع السكر في الدم، وفي الحالات المرضية التي يكون فيها مستوى هرمون التوتر مرتفعاً للغاية يصاب الشخص بمرض السكري.
ضبط ضغط الدم
ارتفاع هرمون التوتر يسبب ارتفاع ضغط الدم، بينما انخفاضه يسبب انخفاض ضغط الدم، ولا يعرف الأطباء بالتحديد الطريقة الفسيولوجية التي يتحكم بها الهرمون في ضغط الدم، لكن يُعتقد أنه يتحكم في انقباض واسترخاء الأوعية الدموية في الجسم.
المستوى الطبيعي لهرمون الكورتيزول في الجسم
كما ذكرنا يتغير مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم خلال اليوم، فيكون في أعلى مستوياته صباحاً سواء في الدم أو البول أو اللعاب، ثم ينخفض تدريجياً حتى يصل لأقل مستوياته ليلاً، لكن قد يقع تغيير في هذا النمط إذا كان الشخص يعمل بوظيفة ليلية، أو يتبع نظام نوم مختلف عن الطبيعي، والمستوى الطبيعي للهرمون في الدم عند قياسه بالمختبر هو:
- 10-20 ميكروغرام/ديسيلتر صباحاً.
- 3-10 ميكروغرام/ديسيلتر مساءً.
ارتفاع هرمون الكورتيزول في الجسم
ارتفاع مستوى هرمون التوتر في الجسم عن المستوى الطبيعي يسبب وقوع مشاكل وخيمة، وظهور أعراض مختلفة مثل:
- القلق والاكتئاب.
- الصداع.
- مشاكل الذاكرة والتركيز.
- مشاكل الهضم.
- صعوبة النوم.
- زيادة الوزن.
- عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- العطش الشديد.
- ظهور كدمات أو خطوط بنفسجية على الجلد.
- انخفاض مناعة الجسم، وبطء التئام الجروح.
وفي حالة استمرار ارتفاع هرمون التوتر في الجسم لفترة طويلة نتيجة وجود خلل بالغدة التي تفرزه يظهر مرض يعرف بمتلازمة كوشينغ “Cushing syndrome”، وهو مرض نادر يصاحبه نفس أعراض ارتفاع الهرمون بالإضافة إلى أعراض أخرى ذكرت في موقع “HealthCentral” الطبي هي:
- امتلاء الوجه بما يعرف بوجه القمر.
- اكتساب وزن زائد بمنطقة البطن.
- تراكم الدهون بين الكتفين بما يعرف بسنام الجاموس.
- ارتفاع مستوى السكر بالدم الذي قد يتطور للإصابة بالسكري.
- هشاشة بالعظام وكسور.
- ضعف العضلات.
- ظهور الشعر الزائد بالجسم لدى الإناث.
انخفاض هرمون الكورتيزول في الجسم
بينما انخفاض مستوى هرمون التوتر في الجسم عن المستوى الطبيعي يكون نتيجة الإصابة بمرض يعرف بـ أديسون “Addison’s disease”، ويسبب هذا المرض ظهور الأعراض الآتية:
- تغيرات جلدية مثل اسمرار ثنايا الجلد وآثار الجروح.
- الشعور بالتعب والإجهاد معظم الوقت.
- ضعف العضلات.
- غثيان وتقيؤ وإسهال.
- ألم البطن.
- تغيرات مزاجية.
- ضعف الشهية.
- انخفاض الوزن.
- انخفاض ضغط الدم.
أسئلة شائعة
من الذي يتحكم في إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم؟
ينظم إفراز هرمون التوتر في الجسم غدتان هما الغدة النخامية وغدة ما تحت المهاد في الدماغ، فعندما يكون مستوى الهرمون منخفضاً في الجسم؛ ترسل غدة ما تحت المهاد إشارة إلى الغدة النخامية، التي بدورها ترسل رسالة إلى الغدة الكظرية أعلى الكلية لإفراز مزيد من هرمون التوتر، والعكس صحيح لكي يبقى مستواه دائماً ضمن المستويات الطبيعية، ووقوع أي خلل في أي من الغدد الثلاثة أو في التواصل بينهم يسبب خلل بمستوى الهرمون.
كيف اضبط مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم؟
توجد بعض النصائح التي تساعد على ضبط مستوى هرمون التوتر في الجسم، وهي نصائح منزلية بسيطة انصحك باتباعها:
- أحصل على قسط كافي من النوم، وتجنب السهر ليلاً.
- قلل من شرب الكافيين، وامتنع عن شربه تماماً قبل النوم بـ 6 ساعات.
- تجنب التدخين والكحول.
- مارس الرياضة بانتظام لتحمي نفسك من الأمراض المزمنة، وتقلل التوتر والإجهاد.
- تعلم التعامل مع مشاكلك بهدوء.
- مارس تمارين التنفس ببطء وعمق لتقليل مستوى الهرمون في الجسم.
- مارس تمارين التأمل واليوجا.
- حسن حالتك المزاجية بالضحك والمرح، فالضحك يفرز هرمون الإندروفين الذي يحسن المزاج، ويحارب التوتر، ويقوي مناعة الجسم.
- تناول غذاء صحي يحتوي على الأكلات التي تثبط هرمون التوتر مثل الشيكولاتة الداكنة، والحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه، والبقوليات الغنية بالألياف، والبروبيوتيك، والشاي الأخضر، والدهون الصحية الغنية بالأوميغا 3 مثل الموجودة بالمكسرات والأسماك.
- احرص على شرب كمية كافية من الماء، فالجفاف يحفز ارتفاع مستوى هرمون التوتر في الجسم مؤقتاً.
- تناول المكملات الغذائية التي تخفض مستوى هرمون التوتر في الجسم مثل الأشواجندا، والأوميغا 3.
المصدر: WebMD + VerywellMind + HealthLine.