من هو الشاعر هشام الجخ ومعلومات شاملة عنه
آخر ما حُرف في التوراة، إيزيس، جحا، وعدة قصائد تكاد تمد يدها لتلمس كل وجدانك، كتبها هويس الشعر العربي الشاعر الصعيدي الرائع هشام الجخ، فمن هو؟
من هو الشاعر هشام الجخ؟
إنه هشام كامل عباس محمود الجخ، الشاعر المصري الصعيدي المعاصر، بحسب ما جاء في موقع الديوان (المتخصص في القصائد والأشعار)، فإن لهشام ما يزيد عن 55 قصيدة، وبين العامية واللغة العربية الفصحى، نجد “الجخ” يطرب قلوبنا قبل آذاننا، فقد استطاع أن يكون من الشخصيات المؤثرة لتناوله عدة قضايا بأسلوب مُيسر يسهل فهمه من قِبل كافة المراحل العمرية.
وُلد هشام الجخ بمدينة سوهاج في اليوم الأول من شهر أكتوبر لعام 1978م، ولكن أصله قناوي من مركز أبو تشت، ودرس في صعيد مصر إلى أن صار شابًا يافعًا، فانتقل إلى قاهرة المُعز ليُكمل دراسته الجامعية، فحصل في عام 2003 على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس ثم أتمم الدراسات العليا في إدارة الأعمال بالجامعة ذاتها، ولأنه كان يرفض الحياة التقليدية، فقد استقال من وظيفة المشرف بالمركز الثقافي بالجامعة عام 2009 بعد أن استمر فيها عدة سنوات، إذ تم تعيينه عقب تخرجه على الفور.
رحلة الجخ مع الشعر
لم تبدأ رحلة هشام الجخ مع الشعر بعد أن استقال، بل قبل ذلك بعدة سنوات، لذا لقبه اتحاد الكتاب المصري بأحسن شاعر عامية شاب لعام 2008، ولكنه تفرغ تمامًا لإفراغ طاقته الشعرية بعدما ترك وظيفته، فقدم حفله الأول مع الموسيقى بساقية الصاوي باليوم الثامن عشر من شهر مارس لعام 2010، وتوالت الحفلات الشعرية من بعد ذلك إلى أن احتفل في بداية عام 2016 بأنه قد زار كل محافظات الجمهورية من أجل إقامة حفلاته الشعرية.
تكريم هشام الجخ والجوائز التي حصل عليها
لأن للجخ الأسلوب المميز والحضور القوي؛ استطاع أن يستقطب القلوب بعذب كلماته سواء الفصحى أو العامية، فلقّبه أبناء جيله من الشعراء بهويس الشعر العربي، وعندما التحق بمسابقة أمير الشعراء الإماراتية للشعر الفصيح عام 2011 حصل على المركز الثاني، كما تم تكريمه بسبع حفلات جماهيرية بالجزائر والعديد من المهرجانات العالمية مثل:
- مهرجان هلا فبراير وكان في عام 2016.
- مهرجان ربيع الفنون مدينة القيروان بتونس.
- مهرجان الفرح الإفريقي مدينة دوز بجنوب تونس.
أجمل اشعار هشام الجخ
ترتبط أشعار الجخ بطباعه وتعكس مشاعره لذلك تلامس الأفئدة دون مجهود، فيقول هويس الشعر العربي: “نفسي جدااااااااااااااااا أصلي في المسجد الاقصى تحت حكم عربي” وقد ظهر ذلك في أجمل قصيدة له، وهي آخر ما حُرف في التوراة:
اخر ماحرف في التوراه،
وضعوا على وجهي مساحيقَ النّساءْ،
الآنَ اُكْتُبْ ما تَشاءْ،
كُنْ شاعِرًا… كُنْ كاتِبًا،
كُنْ ماجِنًا… كُنْ ما تَشاءْ،
الآنَ أنتَ مُهَيَّأٌ كيْ تصعدَ الزّفْرَاتُ منكَ إلى السّماءْ،
ما دمتَ في زيِّ النّساءْ،
فاصرخْ وناهِضْ ما تشاءْ،
وارعِدْ وهدِّدْ مَنْ تشاءْ،
وسَنَرْتَضِي منكَ الضجيجَ ونرتضي منك السُّبابَ،
لأن هذا ما نشاءْ،
واتمدَّدوا ف أرضي،
ما تقولي يا أرضي،
مين شَيّلِكْ بالطّينْ؟،
مين حَبَّلِك غِيري؟،
طب كنت أنا ف (حطّين)؟،
ولا كان (صلاح) غِيري؟!،
رافض أقولَك يا وطن شِعر وقصايدْ،
رافض أصوغك يا وطن سطرين أدَبْ،
ما بَقِيتْش قادر عَ الأدَبْ،
يا بلادي يا رَحْبَة،
هيَّ يا دوب سَحْبَة،
فُوقِي وبزْيادَة،
بقى همَّ رجّالة،
وإحنا اللي حبِّة نِتْيْ عليهُم العادَة؟،
خمسين سنَة! (القصيدة كُتبت عام 1998)،
عُقبال يوبيلِك الماسِي،
وأبقى (هشام صَهيون)،
يبقوا اليهود ناسِي،
ولما حاتجوز ويجيني صهيوني،
راح أجَوِّزُه بنتي،
ما أنا خوفي لَأدِّيها لعربي.. يسرّحْهَا!،
ماغارْش على بلدُه… حيغير على بنتي؟!،
السادةُ العربُ الموقَّرُ جمعُهُمْ،
الأمّةُ العربيّةُ عروسٌ… أنتم لم تصونوها عروسْ،
هجَّ الجرادُ إليها… فهربتُمْ،
واختبأتُم في المساجدِ والكنائسِ،
قاتلتمُوهم بالصلاةِ… وبالبخورِ،
وبالدّعاءِ رُكَّعًا وجُلُوسْ،
عجبًا لهَا تلكَ الطُّقوسْ!،
لا جُرمَ عليكِ (فلسطينُ)،
لا وِزْرَ على امرأةٍ تزْني،
ما دامَ الزوجُ الأصلُ دَيُوثْ،
يا سادةَ حكامِ الأمّةِ،
الغفلةُ ليسَتْ للحكّامْ،
علَّمَنِي (أكتوبرُ) درسًا: كيفَ يكونُ هناك سلامْ!،
أولادي بَصَقُوا في وجهي… كتبوا لي في الغرفةِ سطرًا،
إنْ ماتَ الأبُّ فِدا وطنٍ… ما أحلى عيشَ الأيتامْ!،
يا وطني لا يمكنُ أبدًا أن يرحلَ عربيٌّ مِنَّا للغربِ بدونِ استعلامْ،
فلماذا تَفتَحُ أبوابًا وتُنَكِّسُ رأسًا وظُهُورًا،
وتُسَلِّمُ بِكْرَ عروبتِنا كيْ ترفَعَ ساقيها سَفْحًا،
وتصفِّقُ للذَّكَرِ الأقوى،
وتَكَلُّ من التصفيقِ… تنامْ،
سبحانَ إرادةِ (أُنكِل سام)،
وطني،
يا وطنَ الموْبُوئينَ،
ووطنَ المهزومينَ،
ووطنَ الحبَّاكينَ،
ووطنَ النَّفْطِيِّينَ،
ووطنَ الـ…
أنا والشعرُ مهزومانِ…
منفِيَّانِ…
مُعتَقَلان فيكْ،
إذا ما استنجدَتْكَ القُدْسُ… مَنْ سيُغيثْ؟،
يا وطني شكِّلْني رجلًا،
صنِّفْني عندَكَ في بَنْدٍ لا يحملُ تاءَ التأنيثْ،
إن دبَّ الخوفُ بأطرافِكَ قَطِّعْ أطرافَكَ يا وطني فالمرضُ خبيثْ،
كِيف أقولِّك “باحبِّك”…
وأنا اللي فعلًا باحبِّك…
بس مش طايقْ؟،
تبقِي إنتي ويّايا فـ سفينة حبِّنا الطارح ورق أخضرْ،
وريحة البحر الوحيدة اللي تدوّخ رِقِّتِكْ،
تنزل عينيكي من الكسوفْ،
خايفة لا أشوف في عينيكي حاجة من اللي جوّه،
وإيدك المرمر على رجلِك لا يِتْشَاقَى الهوَا،
من فرحتُه يخطف طراطيف الجونِلّة،
بضحكَة هالَّة،
محمّلة براكين وشوقْ،
ومخطّيّة كل الشقوقْ،
ويادوب أفوقْ،
ألقى السفينة بتمشي بينا تهزّنا،
وألقاني مش سايقْ،
فأرجع كما الأوّل،
نفسي أقولِّك “باحبِّك” بس مش طايقْ،
الأربع اللي فات صِحْيِتْ حيطان البيت م الفجر… صَحِّتْني،
كان القمر كسلان والصبح ماعرِفْنيشْ،
عيِّل ماليه الطيش باجري على ميعادِكْ،
وأنا جاي في قلبي حكاوي،
ولما تمشي… بلاوي،
في جِتِّتي قايدة،
حاولْتْ أحاول أقولها… رجعِتْ بِلا فايدَة،
حسّيت بإيدِك ونفَسِك وصدرِك غيَّروا لوني،
نعسان يا جِفْنِك كما شلالْ،
وكوم حبالْ،
دَلُّوني،
وعَلّوني،
لِسَّاني شَعري إسود ودراعي قادر يشِيلِكْ،
بس العِلَل في الوطن همَّ اللي علُّوني،
كان نفسي أقولِّك “باحبِّك”،
خُفت أكون كدّابْ،
يا أمُّ الهوى حقايِقْ،
كان نفسي أقولِّك “باحبِّك”،
(بيروت) رقَصِتْ في قلبي،
لَقِتْني مش طايقْ،
تمثالُ (سليمانَ) سيزحفُ ويجرُّ الجُندَ إلى (الأقصَى)،
والنملُ العربيُّ مُطيعٌ،
عجبًا لِغُزَاةٍ لا تُعصَى!،
لن يُصْرَمَ شعبُكَ يا وطني فرِجالُكَ كالفِيَلَة بطْشًا،
وذكورُ الفيلةِ لا تُخصَى،
قاتِلْهم يا نخلَ الوادي،
قاتِلْهم يا رملَ الوادي،
إن قطعوا نخلَكَ يا وادي،
ستظلُّ رمالُكَ لا تُحْصَى،
سامْحيني يا وحدِكْ!،
باستسمحِك وحدِكْ،
أنا اللي عمري ما اشتكيت هَجرِك ولا بُعدِكْ،
ولا اشتكيت من وجع صدِّك ولا ردِّكْ،
باستسمحِكْ وحدِكْ،
خايف عليكي من القصايد تدهنِك إسوِد بِلُوني،
كلّ كوني قِيلَة،
كوني ف كوني ضِلَّة،
خايف عليكي من الكلام.. أصل الكلام في بلادنا عِلَّة،
تحت البيوت عسكرْ،
جوّه البيوت عسكرْ،
فوق اللّسان عسكرْ،
بين الضلوع عسكرْ،
طب كيف أقولِّك “باحبِّك” وضلوعي مُحتلَّة؟!،
إنتي اللي من يومِك طريقي،
وريقِك السيّالْ كما شلالْ يا دوبَك بلّ ريقي،
الليلة باتمرد على ريقي،
وطريقي،
وبارفض البَلَّة،
سامحيني يا وحدِكْ،
بُكرة أمّا أجيب أرضي حاملاها ليكي طيوبْ،
ماقدرش أسيب حبّي بذرة ف وطن مسلوبْ،
أنعس في حضنِك كِيف،
ورجولتي مش ملكِي؟،
كل اللي رايح روايحْ،
أمّا اللي جايلِك فضايحْ،
سُكِّي البيبان سُكِّي،
رحلوا إلينا تحتَ أضواءِ القمَرْ،
نقلوا مدائنَهُم… قواعدَهُم،
إلينا تحت أضواءِ القمرْ،
لو جاء عاتَبَني القمرْ،
فبأيِّ شيءٍ أعتذِرْ،
حبيباتي اللواتي تركتُهنَّ قبلَ أنْ أُسافرْ،
الآنَ مَن منهم تَقْبلُني كزوجٍ بعدما مُلِئَتْ مدينتُنا عساكرْ،
(فيروزُ) يا كلَّ الغناءْ،
يا كلَّ أجراسِ الكنائسِ،
كلَّ أحلامِ الأوانسِ،
كلَّ هَمْساتِ الأحِبَّةِ في الخَفَاءْ،
(فيروزُ) يا كلَّ الغناءْ،
أحلامُنا في السّهلِ ما زالت تطاردُ ظِلَّنَا،
خلفَ الخميلةِ لا تزالُ سجائري وقصائدي ورجولتي،
حين احتضنتُكِ وقتَها كانت مدينتُنا فضاءْ،
في ساحةِ البيتِ القديمِ غرامُنا ونُقوشُنَا،
ومطارداتُ طِفلينِ يجريانِ ويمرحانِ،
ويسكرانِ محبّةً،
حتّى إذا حَلَّ المساءْ،
كانا – برغم تحذير الأقاربِ – يتركانِ البيتَ،
وينامان سرًّا تحت جدرانِ الفِناءْ،
(فيروزُ) يا زهرَ الفِناءْ،
ماذا أقولُ لعِشقِنا ومُشرَّدُو التاريخِ الآنَ يملُونَ الفِناءْ،
قتلوا غرامَكِ يا جِنَانُ فسافري،
ما عادَ في (بغدادَ) (نواسٌ) ولا شِعرٌ،
ولا مُلكٌ ولا سيفٌ ولا أسماءْ…
ولا أحياءْ،
أنا ذا أطَعْتُكَ يا (ابن رُشْدٍ)…
واعتزلتُ مطامِعِي ووساوسي،
وخلعتُ أثوابَ التصّحرِ والتغرُّبِ وانتظرتُ عروبَتي،
لكنَّني أدركتُ أنِّي كنتُ في غيبوبَتي،
كإناءِ ماءٍ لوَّثتْهُ ثقافَتي،
ما أصعبَ التثقيفَ في شكلِ الإناءْ،
يا خليجَ الأمةِ العربيّةِ…
اقرَأْ باسم ربِّكَ الذي خلقَ المسارحَ، والمصايفَ، والمطاعمَ، والنِّساءْ،
(لبنانُ) يا عِشْقَ القصائدِ،
كيف عُنوانُ القصيدةِ دُونَمَا ذِكرُ الدِّماءْ،
(بالقدسِ) لي أرضٌ ونخلٌ…
وغُلامَةٌ كانت تخبِّئُ كلَّ أسرارِ المحبةِ فيهْ،
لا أطلبُ المسجدَ الأقصى،
إنِّي أطالبُ بعِشقي،
وللبيتِ ربٌّ يحميهْ.