هل يجوز لبس البنطلون للنساء أمام النساء؟

أمر الله سبحانه المرأة المسلمة بتحرّي اللباس المحتشم الذي يحجب جسدها عن أعين مرضى القلوب، ولكن هل يجوز لبس البنطلون للنساء؟ هذا ما سنعرفه عبر السطور التالية.

هل يجوز لبس البنطلون للنساء

لا يجوز للمرأة المسلمة لبس البنطلون الذي يفصل ملامح جسدها سواءً عند خروجها من منزلها أو أمام المحارم من الرجال، فهو من الزينة التي حرّم الله تعالى أن تبديها المرأة لغير زوجها، ولقد قال ابن عثيمين أنّ ارتداء البنطلون محرّمٌ للمرأة ما لم تستره بشيءٍ فضفاضٍ يغطي تفاصيل الجسد، فهذا البنطلون مهما بلغ من الحشمة ومهما بلغ من السُّمك والطول فإنه يُحجّم الخصر والبطن، وهذا تشبهٌ علنيٌّ بلباس الرجال وهو ما نُهيت عنه المرأة.

بل إنّ خروج المرأة أمام الأجانب من الرجال بالبنطلون الضيق يجعلها متشبهةً بالكافرات وكذلك بالرجال أيضاً، وقد تدخل في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا” [صحيح مسلم: 2128]، والأفضل هو ارتداء الملابس الواسعة الساترة لكامل بدنها فلا تصف ولا تشف عنه.

حكم لبس البنطلون الواسع للمرأة

من الجائز للمرأة المسلمة أن ترتدي البنطلون الواسع أمام محارمها من الرجال وأمام النساء فقط إذا كان هذا البنطلون لا يصف ولا يشف عن تفاصيل جسدها، وذلك درءً للشبهات والفتنة فالبنطلون يحدد ويُظهر تقاطيع جسدها، والمرأة المسلمة من واجبها أن تبتعد كلّ البعد عن كلّ لباسٍ ينافي ويخالف اللباس الشرعي التي أمرها به الله سبحانه وتعالى.

ولكن الأولى لها أنّ تلبس الأثواب المخصصة للنساء حيث تستر جسدها وإن كانت مع محارمها من الرجال أو أمام النساء، لأنّ الفتن في زماننا هذا قد طالت المحارم والنساء بين بعضهنّ البعض، لذا فتحرّي الحشمة والستر هو أوجب وأفضل وأثوب للمرأة لأنّها بذلك تمنع انتشار الفتن وتبعد عن نفسها الريبة والشّبهة والأذى والضرر والله أعلى وأعلم.

هل يجوز لبس البنطلون الضيق أمام النساء

في هذه المسألة قولان مختلفان عند أهل العلم، حيث جاء إحدى فتاوى موقع “إسلام ويب” أنّ لبس المرأة للبنطلون الضيق مكروهٌ، والكراهة في مسألة هي درجة من درجات الجواز، فإذا ارتدته المرأة فذلك فعلٌ مكروهٌ لا تٌعاقب عليه ولا تأثم به بإذن الله تعالى، ولكن أفاد بعض العلماء المعاصرين كصالح بن فوزان وابن عثيمين رحمه الله بأنّ لبس البنطلون الغير واسع والذي يصف ملامح الجسد محرمٌ ولو كان أمام النساء فقط، ولا يجوز إلا أمام الزوج فقط.

لأنّ البنطلون الضيق من الممكن أن يُفصّل العورة المغلظة لدى المرأة، وهذا ما لا يجوز للنساء أو الرجال رؤيته، والجواز يكون فقط للزوج دون غيره لذا فإنّ المرأة تجتنب ارتداء هذا النوع من اللباس لاجتناب الوقوع في الإثم ونشر الفتنة ولو كان بغير قصدٍ والله أعلم.

هل يجوز لبس البنطلون للنساء مع قميص طويل

جاءت إحدى الفتاوى عن “مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا” تفيد بأنّ ارتداء البنطلون الواسع مع القميص الطويل جائز للمرأة المسلمة، شرط أن يكون طول القميص يصل إلى الركبتين أو تحتهما، وأن يكون القميص واسعاً فضفاضاً لا يصف ولا يشف لما تحته فيستر البنطلون وما يُظهره من تفاصيل الجسد وملامحه، فإذا حققت المرأة هذا الشرط فلا إثم عليها بإذن الله، ولكن لا يجوز لها لبس البنطلون مهما كان واسعاً مع القميص القصير أو البلوزة القصيرة لأنها تخالف اللباس الشرعي.

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب + إسلام ويب.

ربا شاهين

انا ربا شاهين من سوريا كاتبة محتوى، خبرة اربع سنوات، ومؤلفة قصص قصيرة هادفة.
زر الذهاب إلى الأعلى