متى تأسست الدولة العثمانية ومن أسسها

ريهام النجار19/05/2024

دولة إسلامية حكمت الأرض لأكثر من ستة قرون و بين نهوض وسقوط سُطرت تاريخها، فمتى تأسست الدولة العثمانية ومن أسسها؟ تابعونا.

تاريخ الدولة العثمانية

يرجع أصل العثمانيين إلى قبيلة قايي التُركمانية و التي كانت تسكن وسط آسيا ولكن بعد تعرضها للغزو المغولي أُجبرت على الترحال للغرب تجاه الأناضول، و استقرت هناك تحت حكم دولة سلاجقة الروم عام 1123ميلادياً، وكان قائد القبيلة سليمان شاه ينتقل بهم من منطقة إلى أخرى و بعد استقرارهم في الأناضول قرر سليمان شاه الترحال باتجاه حوض الفرات ولكن للأسف مات غرقًا أثناء عبوره النهر وفي ذلك الوقت انقسمت القبيلة بعد موته إلى فريقين، فريق قرر العودة إلى الموطن الأصلي وسط آسيا والفريق الثاني قرر العودة إلى الأناضول بقيادة أرطغرل بن سليمان شاه وبعد ذلك انضم أرطغرل ومن معه لخدمة الدولة السلجوقية والقتال معها، وفي كل مرة يحقق أرطغرل ورجاله مكاسب للدولة السلجوقية كان السلطان السلجوقي يعطي أرطغرل بعض الأراضي في منطقة أنقرة، وبعد وفاة أرطغرل عام 128 ميلادياً خلفه ابنه عثمان الأول بن أرطغرل مؤسس الدولة.

قيام الدولة العثمانية

ذكر كثير من الباحثين أن نشأتها بدأت في عام 699هجرياً الموافق 1299ميلادياً عندما استقل الأمير عثمان بإمارته الصغيرة عن الدولة السلجوقية، فعندما توفي آخر سلاطين سلاجقة الروم السلطان غياث الدين مسعود الثالث كانت الإمارة العثمانية وما زالت تابعة للدولة السلجوقية ومع أن عثمان بن أرطغرل لم يلقب بالسلطان أو الخان إلا بعد وفاته إلا أنه يعد المؤسس الأول للدولة العثمانية الأولى التي حكمها لمدة 45 عام واستطاع توسيع مملكته من 4800 كم2 عند توليه حكم الإمارة بعد والده أرطغرل، إلى 16 ألف كم2 حين سلمها لولده أورخان عام 726هجرياً الموافق 1326م لذا اتخذ السلطان أورخان بن عثمان مدينة بورصة الواقعة في أقصى غرب الأناضول عاصمة لملكه و أيضا قاعدة لتحركاته العسكرية، وبعد ذلك فتح مدينة إزمير عام 1327م وطاو شانلي في عام 1330ميلادياً، لذا استطاع أورخان أن يفرض على الإمارات السلجوقية المجاورة له الاعتراف الفعلي بحكمه و بأنه وريث العرش السلجوقي.

ما هي مراحل تطور الدولة العثمانية؟

قسم المؤرخين تاريخ الدولة العثمانية إلى عدة مراحل من النهوض و حتى سقوطها كالتالي:

مرحلة التأسيس وتبدأ من عام 1299ميلادياً على يد عثمان الأول بن أرطغرل و استمرارها حتى عام 1512ميلادياً، وتنتهي بنهاية عهد السلطان بايزيد الثاني.
ثم تأتي مرحلة القوة والتوسع و التي تبدأ في عهد السلطان سليم الأول منذ عام 1512ميلادياً، وتستمر حتى نهاية عهد السلطان مراد الثالث عام 1595ميلادياً.
و النهاية تدخل الدولة العثمانية في مرحلة الضعف والاضمحلال في عهد السلطان محمد الثالث عام 1595ميلادياً، وتنتهي بسقوط الدولة في عهد السلطان عبد المجيد الثاني عام 1924ميلادياً.

ما هي أهم مرحلة من مراحل الحكم العثماني؟

تعتبر أهم مراحل الحكم في الدولة العثمانية هي مرحلة التوسع التي استطاع فيها العثمانيين أن يضموا المزيد من الأراضي تحت راية حكمهم و تبدأ تلك المرحلة من بداية حكم السلطان محمد الفاتح، سابع حكام الدولة العثمانية وتستمر حتى نهاية حكم سليمان القانوني وفي تلك المرحلة توسعت الدولة بشكل كبير، وفُتحت القسطنطينية أهم مدينة للدولة البيزنطية على يد السلطان محمد الفاتح، وبالإضافة إلى انتقال الخلافة من الدولة العباسية إلى الدولة العثمانية في عهد السلطان سليم وتم إنهاء حكم المماليك وفتح مصر والحجاز واليمن والشام والمغرب الأوسط، وبذلك أصبحت تلك المناطق تحت حكم الدولة العثمانية التي ضمت لسيادتها أجزاء من أوروبا الشرقية، فشهدت الدولة في تلك الفترة تنظيماً سياسياً وقانونياً وترسيخ مفهوم العدالة بالإضافة إلى التطور الحضاري و الثقافي والاهتمام بالعمارة وتشييد القصور وفتح الطرق وإقامة الجسور وانتعشت الحركة الاقتصادية.

من هو أقوى السلاطين العثمانيين؟

يُعد السلطان سليمان القانوني من أقوى سلاطين الدولة العثمانية كونه السلطان العثماني الوحيد الذي لم يتكاسل عن الفتوحات طوال حياته بالإضافة إلى أنه السلطان الأطول جلوساً على العرش ومن أهم أعماله:

السيطرة على بلاد القرم في منطقة شمال البحر الأسود بالإضافة إلى دخوله بلغراد عاصمة صربيا، كما استطاع غزو النمسا وحصار عاصمتها فيينا واعُتبِرت بذلك أبعد نقطة وصلت إليها قُوات الدولة العُثمانية.
الاستيلاء على عدد من الجُزُر في البحر الأبيض المُتوسط وذلك مهد الطريق للدولة العُثمانية لكي تسيطر على البحر المُتوسط.
عَقد مُعاهدة مع الحُكومة الفرنسيّة لضمها إلى صفوف الدولة العُثمانية في حربها ضد إسبانيا، والنمسا، والبُرتغال.
التوسع في حُدود الدولة العُثمانية في البلاد العربية وضم عدن وصنعاء ومضيق باب المندب إلى حدودها.
ضم تُونس وحماية المنطقة الشماليّة في القارة الأفريقيّة من خطر القُوات الإسبانية والبُرتغالية.
التصدِّي لتدخلات الصفويين في الشؤون السياسية بالعراق لذلك غزاهم السلطان سليمان القانوني واحتل عاصمتهم مدينة تبريز.

ما هي الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة العثمانية؟

هناك أسباب داخلية و خارجية أدت لسقوطه ومن أهم تلك الأسباب:

أولاً الأسباب الداخلية

إغلاق باب الجهاد.
البعد عن العقيدة الإسلامية الصحيحة.
انتشار الظلم في الدولة.
انغماس السلاطين بالشهوات و الترف.
توريث المناصب.

ثانياً الأسباب الخارجية

أما الأسباب الخارجية التي أدت لسقوطها تتمثل في:

سقوطها بشكل فعلي عام 1909ميلادياً بعد سقوط السلطان عبد الحميد الثاني على يد الضباط الأتراك القوميين والذين كان معظمهم من اليهود وهؤلاء الضباط هم سبب هزيمة الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى كونهم قطعوا الامدادات عن جبهات القتال و تم تفكيك الإمبراطورية وانتهت بشكل كامل دولياً عام 1922 ميلادياً عندما أُسقِط آخر السلاطين العثمانيين محمد السادس بعد عزله ومغادرته لمدينة إسطنبول على متن سفينة حربية بريطانية، وقد نشأت الدولة التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المندثرة و ظهور مصطفى كمال أتاتورك على الساحة السياسية و لقب نفسه بأبو الأتراك وقضى بشكل رسمي على الدولة بالتعاون مع ضباط الجيش التركي، أما العرب فتم تحميلهم مسؤولية سقوط الدولة على الرغم أنهم قدموا مئات الآلاف من القتلى طيلة قرون حكم الدولة العثمانية دفاعاً عنها.